يعد “البروتوكول والإتيكيت” مفهومان مختلفان مع وجود بعض أوجه التشابه بينهما، حيث يهدف كلا المفهومين إلى توجيه سلوكنا نحو تحقيق الاحترام المتبادل في مختلف العلاقات، سواءً كانت الاجتماعية أو المهنية أو الدبلوماسية.
ونظراً إلى أن قواعد ومعايير السلوك المقبول والملائم تختلف من ثقافة إلى أخرى، يتوجب علينا اتباعها حسب الثقافة التي نتعامل معها وذلك تجنباً للتصرفات غير المقبولة التي قد تصدر نتيجة لعدم الاطلاع على الثقافات الأخرى ومعاييرها.
في هذا المقال سألقي الضوء على تأثير الثقافة الإماراتية على البروتوكول والإتيكيت.
لنبدأ بجانب اللقاء والتحية. المصافحة هي أكثر أشكال التحية شيوعًا في دولة الإمارات العربية المتحدة. ومع ذلك فإنه من الواجب تجنب المبادرة بالاتصال الجسدي مع الجنس الآخر. وبشكل عام، يجب على الرجل انتظار السيدة لمد يدها للمصافحة، حيث قد تفضّل عدم ذلك من خلال وضع يدها اليمنى على جهة القلب.
بعد تحية الضيف، سنلاحظ أن المضيف يقدّم مكان الشرف دائما للضيف، سواءً في ترتيب الجلوس أو أثناء المشي. أما خلال زيارات الدولة والاحتفالات الرسمية، فإن الضيف والمضيف يقومان بتبادل مواقعها عند “تفتيش حرس الشرف”.
عند تطبيق نفس القاعدة على أعلام الدول، يكون مكان الشرف على الجانب الأيسر من وجهة نظر المشاهد. وبينما يتم منح مكان الشرف في معظم الدول للعلم الوطني، فإنه يتم منحها للدولة الضيف في دولة الإمارات العربية المتحدة (كما هو موضح في الصورة). حيث تم وضع علم الدولة المضيفة (الإمارات العربية المتحدة) على يسار علم الدولة الضيف (روسيا).
من التفاصيل الأخرى المتعلقة باللقاء والترحيب هي القهوة العربية، والتي يتم تقديمها عادةً مع التمر. يعد تقديم القهوة العربية تقليداً مهمًا من تقاليد الضيافة في المجتمعات العربية عامة والمجتمع الإماراتي خاصة. وباعتبارك ضيفًا كريمًا، يجب عليك دائمًا قبول القهوة العربية عند تقديمها، على الأقل في الجولة الأولى. علاوة على ذلك، يجب أن يتناول الضيف فنجان القهوة من المضيف بيده اليمنى، ومن ثمة هزه قليلاً عند إعادته في حال عدم رغبة الضيف بالحصول على المزيد من القهوة.
أحد الجوانب الأخرى للتفاعل بين الضيف والمضيف المتأثّر بالثقافة هو تقديم الهدايا، حيث وتبعاً لكافة السياقات الاجتماعية والمهنية يتوجب عدم تقديم بعض الهدايا لأسباب دينية، مثل الكحول أو المنتجات الكحولية والأطعمة التي تحتوي على لحم الخنزير في مكوناتها.
عندما يتعلق الأمر بلغة الجسد، فإن أحد أكثر التصرفات التي يتوجب تفاديها في الثقافة الإماراتية هو إظهار باطن القدم أو نعل الحذاء عند الجلوس، حيث يُنصح بإبقاء لاقدمين على الأرض أثناء الجلوس. ومن ناحية أخرى يفضّل عدم وضع رجل فوق الأخرى خلال الاجتماعات لتجنب توجيه القدم نحو الآخرين وإظهار الجزء السفلي من الحذاء ما قد يوحي بعدم احترامهم.
النقطة الأخيرة التي أود تسليط الضوء عليها في هذا المقال هي قواعد اللباس. على الصعيد المهني يتوجب ارتداء ملابس العمل الرسمية حيث يمكن اختيار بدلة وربطة عنق لاجتماعات العمل للسادة، بينما يتوجّب على السيدات ارتداء ملابس محتشمة وتجنب الثياب الشفافة وذات الرقبة المنخفضة والقمصان بلا أكمام والتنانير القصيرة، حيث يجب أن تغطي التنانير الركبتين.
عند النظر إلى التركيبة السكانية لدولة الإمارات العربية المتحدة، ستلاحظ أن عدد السكان الوافدين المقيمين في الدولة يفوق عدد المواطنين الإماراتيين. حيث يمثل الإماراتيون 11.5٪ من السكان ويمثل الوافدون المقيمون 88.5٪. وعلى الرغم من أن دولة الإمارات العربية المتحدة تعد موطناً لأكثر من 200 جنسية مختلفة محققةً نموذجاً عالمياً للتنوع الثقافي والتسامح، فإنه لا ينبغي تجاهل الهوية والثقافة الإماراتية الأصيلة.
أكتب هذا المقال بالتزامن مع معرض إكسبو 2020 دبي، الذي يقام في الفترة من 1 أكتوبر 2021 حتى 31 من مارس 2022. خلال هذا المعرض الرائع، تستضيف الإمارات العالم. وحيث أن دور المضيف هو أن يكون مضيافًا، فإن احترام ثقافة المضيف هو دور الضيف.